النزاهة: هي الاستقامة والقيم الأخلاقية التي يتحلى بها الفرد، مثل الصدق والأمانة والشفافية والشرف… الخ.
وهي أيضاً كرم في الأخلاق التي لابد منها، وأن يتصف بها الإنسان أيا كان سنه، ومن الامثلة ايضاً العدل والمساواة… الخ.
أنواع النزاهة التي سنتحدث عنها
النزاهة الفكرية هي حركة الفكر او حركة التفكير، والترفع عن خطيئة الناس وخداع الناس والتغرير بهم، في مجال الفكر أو خلال عبارات وجمل وتعميمات مضللة.
النزاهة بالإسلام
النزاهة تبدأ بإعمار القلوب بخشية الله وتطهيرها من الشرك والكبائر بكافة أشكالها ومن الصغار والمحذورات وان يملأ المسلم قلبه بحب المولى جل وعلا والإيمان به وخشيته.
أولاً: النزاهة بالقرآن
قال تعالى: “وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ” [المدَّثر: 4].
قال ابن عبد البر: (تأوَّلوا قوله تعالى: (وثيابك فطهِّر)، على ما تأوَّله جمهور السَّلف، من أنَّها طهارة القلب، وطهارة الجيب، ونزاهة النَّفْس عن الدَّنايا والآثام والذُّنوب)
– قال تعالى: “يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” [البقرة: 222].
– قال تعالى: “لا يمسه الا المطهرون” الواقعة
ثانيًا: النَّزَاهَة في السُّنَّة النَّبويَّة
– عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: “سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: يا حكيم، إنَّ هذا المال خَضِرة حُلْوة، فمن أخذه بسخاوة نفس، بورك له فيه، ومن أخذه بإشْراف نفس، لم يُبَارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع، اليد العُليا خير من اليد السُّفلى)
قال النَّووي: (قال العلماء: إشْراف النَّفس، تطلُّعها إليه، وتعرُّضها له، وطمعها فيه. وأمَّا طِيب النَّفس، فذكر القاضي فيه احتمالين، أظهرهما: أنَّه عائد على الآخذ، ومعناه: مَن أخذه بغير سؤال، ولا إشْراف وتطلُّع، بورك له فيه. والثَّاني: أنَّه عائد إلى الدَّافع، ومعناه: مَن أخذه ممَّن يدفع منشرحًا بدفعه إليه، طَيِّب النَّفس، لا بسؤالٍ اضطرَّه إليه، أو نحوه ممَّا لا تطيب معه نفس الدَّافع)
وفي هذا الحديث: الحثُّ على النَّزَاهَة والقناعة، والرّضا بما تيسَّر، وإن كان قليلًا، والإجمال في الكَسْب، وأنَّه لا يغترُّ الإنسان بكثرة ما يَحْصُل له بإشْرافٍ ونحوه؛ فإنَّه لا يُبارك له فيه.
النزاهة في العمل:
كما تكلمنا في مقالنا السابق عن القيادة بالعمل فالنزاهة صفة من صفات القيادة، وهي الصدق والإخلاص والشفافية بالعمل، وتعتبر النزاهة في مكان العمل مهمة جدا، لأن هذه السمات تعزز ثقافة ومستوى مكان العمل الإيجابية، حيث يوجد اتصال مفتوح واتخاذ قرار جيد وبوصلة أخلاقية قوية توجه جميع القرارات والإجراءات، في حين أن السلوك غير المسؤول وانعدام الثقة يمكن أن يجعل بيئة العمل غير مريحة ومتوترة.
إذا كنت معروفا بنزاهتك وتكتسب الثقة والاحترام من الناس من حولك، حيث إن النزاهة ليست مهمة فقط على المستوى الشخصي، بل هي أيضا مهمة بشكل حيوي على مستوى مكان العمل، المنظمات المعروفة بنزاهتها تعمل بشكل أفضل من غيرها.