ضمن أنشطة الفصل الدراسي الثاني لعام 2021, استضاف برنامج سلم للعلوم والأبحاث فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد الحسن الددو رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا في محاضرة بعنوان/ التربية الروحية بين الإفراط والتفريط.
افتتح اللقاء الدكتور فادي شحبير المشرف التربوي في المركز بالترحيب بفضيلة الشيخ/ محدد الحسن الددو.
تحدث فضيلة الشيخ الددو عن عدد محاور في التربية الروحية بدأها بالروح المحبوسة في الجسوم فأما الجسم فهي من الأرض وأما الروح فهي سماوية ففي البرزخ بعد الموت تغلب الروح على الجسم لأن الجسم يدفن في التراب والروح ترتفع وتسمو, أما في الحياة الأخروية فتستوي تماما.
وواصل الشيخ محاضرته عن الإيمان وعناصره الستة التي بها يتحرر العقل ويربطه بالحق والبرهان, فمن آمن بالله الذي يملك روحه والذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا, فالإيمان بها مصلحة العقل ومحرر له من الأغلال.
ونثر الشيخ فوائده ودرره في هذه المحاضرة الإيمانية مفصلا أن الله خلق الملائكة العقل بلا شهوة، وفي البهائم الشهوة بلا عقل، وفي ابن آدم كليهما، فمن غلب عقله شهوتَه فهو خير من الملائكة، ومن غلب شهوتُه عقلَه، فهو شرٌّ من البهائم.
فإما يرتقي الإنسان ليكون مع الملائكة كما في رواية الماهر بالقرآن, أو إما يكون في أسفل سافلين مع البهائم كما في أمثلة القرآن كمثل الكلب ومثل الحمار.
وأفاد فضيلته أنا أركان إسلامنا فعلية وتركية أي إنها أوامر ونواهي, فالإسلام الذي فيه مصلحة الأبدان هو الذي يجمع هذه الأمور التي فيها مصلحة الأبدان.
وأما تعريف الإحسان والذي يتعلق بالروح كما في حديث جبريل أن تعبد الله كأنك تراه, فلم يعد لنا طرق الإحسان وإنما ذكر المطلوب منا مباشرة وذلك مقتض منك أولا أن تعرفه جل جلاله حق المعرفة.
ويمثل الشيخ العلامة محمد الحسن الدَّدَوْ الشنقيطي -رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا- نموذجا قياسيا للعالم الشرعي االذي استمدته بلاد شنقيط من روافد عديدة أبرزها رافد الإرث المعرفي للأندلس، التي تزامن سقوط حواضرها الكبرى مع بدايات تشكل هذا النمط التعليمي الشنقيطي؛ فالمتأمل لحديث الشيخ الدَّدَوْ يتسرب إليه بسهولة شعور قوي باختلاف التكوين الذي ناله عن نظيره لدى معاصريه من العلماء في أقطار أخرى، حيث تتهادى إليه النصوص الشرعية والأدبية والتاريخية منسابةً بين يديْه بكل سلاسة وضبط وتدفق.
0 1٬365 دقيقة واحدة